اعداد: سارة شليطا
لسنواتٍ طويلة، كانت صورة الجسم "المثالي" للمرأة تُرسم من خلال عدّ السعرات الحرارية وقضاء ساعات على جهاز المشي. كان الجسم النحيف والرقم في الميزان الحكم النهائي للنجاح، بينما القوّة البدنيّة غابت عن هذا المشهد. اليوم تبدّلت الأهداف في الصالات الرياضية، والاستوديوهات، وحتى في المنازل حول العالم، فالكثيرر من النساء تخلَّين عن السعي وراء النحافة، وإخترن بدلاً من ذلك طريق رفعن الأوزان للحصول على جسم أكثر قوة. من هنا أصبح لدينا مفهوم للرشاقة، مبني على العضلات، الثقة بالنفس، وتقبّل الذات.
منافع رفع الأوزان للنساء
1- الشعور بالتحرّر
هناك شعور بالتحرّر لا يقتصر فقط على الحركة الجسديّة، بل يتعداها إلى تحدي المفاهيم التي علّمت النساء لسنوات أن عليهن أن يكنّ نحبفات، ومحدودات. أما اليوم، فقد أصبح رفع الأوزان وسيلة لتأكيد وجودهن، مع احترام ذاتهن، وأخذ مساحة بثقة وهدف.
2- القوة وليس الضخامة
من أكبر المفاهيم الخاطئة المنتشرة أن رفع الأوزان يجعل المرأة تبدو ضخمة. والحقيقة أن بناء كتلة عضليّة كبيرة يتطلّب نظاماً معيناً يشمل استهلاك سعرات حرارية مرتفعة، وتمارين متقدّمة، وهرمونات مثل التستوستيرون، وهو هرمون تنتجه النساء بكميات أقل بكثير من الرجال. ما تفعله تمارين القوة فعلياً هو تحسين شكل العضلة، مما يمنحكِ مظهراً مشدوداً ومحدداً، لا ضخماً، وبدلاً من أن يبدو الجسم أكبر، يصبح أكثر مشدوداً وقوياً.
مصدر الصورة: انستقرام racheljdillon@
3- حرق الدهون بشكل مستمر
الفوائد لا تتوقف عند المظهر الخارجي. علميّاً، فإن تمارين القوة تُسرّع من خسارة الدهون بطريقة لا تستطيع تمارين الكارديو وحدها تحقيقها. الكارديو يحرق السعرات أثناء التمرين فقط، أما تمارين القوة فتُكَوِّن عضلات خاليّة من الدهون تستمر في حرق السعرات حتى أثناء الراحة. إضافةً إلى ذلك، تفعّل تمارين القوة ما يُعرف بتأثير ما بعد الحرق، حيث يظل الجسم يحرق السعرات لساعات بعد انتهاء التمرين أثناء فترة تعافي العضلات وتقويتها.
4- الحفاظ على الصحة والقوة مع تقدم العمر
لتمارين القوة أثر كبير على الصحة على المدى الطويل. فمع التقدّم في العمر، تفقد المرأة بشكل طبيعي الكتلة العضلية وكثافة العظام، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة، لهشاشة العظام، ولبطء في عملية الأيض، أي تباطؤ في معدل حرق الجسم للدهون والحريرات. لكن رفع الأوزان يمكنه أن يغيّر هذا المسار. فهو يحفّز نمو العظام، يقوي المفاصل، ويساعد في الحفاظ على الحركة والاستقلالية في مراحل لاحقة من العمر. كما يدعم توازن الهرمونات، يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويحسّن مستويات السكر في الدم.
مصدر الصورة: انستقرام krissycela@
5- تعزيز الثقة بالنفس
لا ننسى التأثير النفسي. فهناك نوع من الثقة بالنفس يولد عند رفعكِ لشيء ثقيل كنتِ تظنين أنك غير قادرة عليه. تلك اللحظة التي تقومين فيها بتكرار إضافي أو ترفعين وزناً أثقل، ليست فقط إنجازاً بدنياً، بل هي دليل على أنك أقوى مما كنتِ تعتقدين. كذلك، قد أظهرت الدراسات أن تمارين المقاومة تحسّن المزاج وتخفف من أعراض الاكتئاب. كما تمنحك هدفاً، ونظاماً، وشعوراً خفيّاً بالفخر لا يستطيع أحد أن يسلبكِ إياه.
كيف يمكنكِ البدأ؟
لا تحتاجين للبدء في نادٍ رياضي ضخم أو باستخدام معدات معقّدة. يمكنكِ البدء بتمارين بسيطة باستخدام وزن الجسم، أو الأثقال اليدوية، أو أحزمة المقاومة في المنزل. السرّ هو في الانتظام والتدرّج، فمع الوقت، يتكيّف جسمكِ، ويمكنكِ لاحقاً تطوير التمارين تدريجياً.
كذلك، تطبيق مثل Health Club Co يسهّل هذه الرحلة، من خلال توفير خطط تمرين مخصّصة، وإرشادات من خبراء، مع إمكانية تتبع تقدمكِ، وكأنكِ مع مدرب خاص، يُذكّركِ دائماً أن القوة هي رحلة، لا محطة. هذه الحركة ليست وسيلة لتصبحي شخصاً آخر، بل هي وسيلة لتصبحي أكثر قرباً من ذاتك، أكثر ثباتاً، أكثر طاقة، وأكثر وعياً بقدراتك الجسدية.
الحقيقة أن رفع الأوزان لا يغيّر جسمكِ فقط، بل يغيّر عقليتك، يعلمكِ أن تركّزي على ما يستطيع جسدكِ فعله، لا على كيف يبدو فقط. ربما لم يكن الهدف يوماً أن تكوني نحيفة، ربما الهدف أن تكوني قوية، أن تدخلي إلى المكان وتشعري بحضوركِ قبل أن تتفوهي بكلمة، أن تلبسي الثقة كما لو كانت جزءاً من بشرتك، أن تعرفي أن أجمل ما فيكِ، ليس رقماً على الميزان، بل القوة التي بنيتِها، جسداً وروحاً.
