ربما أنتِ من محبّات المشي بمفردكِ من دون أي مرافقة أو أي عامل تشتيت خارجي مثل أصوات الموسيقى الصاخبة التي تؤثر على أذنيكِ وذهنكِ. إنه ما يُسمى بالمشي الصامت الرائج مؤخراً على السوشيال ميديا والذي هدفه أولاً تعزيز الترابط ما بين الذهن، الجسد، والروح، وتشجيع الأشخاص على الهدوء، التأمل، ومراقبة الطبيعة والمساحات الواسعة بصمت. اكتشفي معنا كيف يمكنكِ ممارسة المشي الصامت وما هي فوائده، بالإضافة إلى كل المعلومات التي يجب أن تعرفيها عن أسلوب المشي هذا.
1-ما هو المشي الصامت؟
المشي الصامت يُعتبر شكلاً من أشكال التأمّل الذي يساعد الناس على التركيز على الأحاسيس الجسديّة والأفكار والعواطف في اللحظة الحاليّة وعزل ضجيج الحياة اليوميّة. إنه المشي منفرداً أو مع شريك من دون الحديث أو سماع الموسيقى أو استخدام الهاتف. كما يساعد المشي الصامت الأشخاص في أن يصبحوا أكثر وعياً لكل ما يدور من حولهم، والاستمتاع بكل ما يحدث من دون تشتيت الانتباه. على الرغم من أنه ليس اكتشافاً جديداً، إلا أنه لاقى رواجاً عالياً على تيك توك في الفترة الأخيرة، وأصبح تراند جرّبها العديد من الأشخاص وتحدّثوا عن فوائدها التي تخطّت فكرة الكارديو وإنقاص الوزن. إنه أسلوب جديد للمشي ساعدهم على المحافظة على الهدوء وتعزيز القدرة على التواصل ما بين العقل والجسد من خلال الابتعاد عن كل المشتتات الخارجية.
2-ما هي فوائد المشي الصامت؟
كما ذكرنا لكِ أعلاه، فوائد المشي الصامت أكبر مما تتخيّلين، إذ لن يساعدكِ فقط على الاستمتاع بالهدوء، بل سنذكر لكِ فوائده العميقة:
- زيادة الإدراك والوعي: بما أنّ المشي الصامت يرتكز على التأمل، يمكنكِ الاستفادة من سماع الأصوات الطبيعيّة من حولكِ، ما يجعلكِ تركّزين على اللحظة الحاليّة، وبالتالي يكون ذلك مفيداً لصحّتكِ العقليّة وزيادة الوعي، الإدراك، والتركيز لديكِ.
- تخفيف التوتر والقلق: عندما تبتعدين عن ضجيج الحياة اليوميّة وتمارسين المشي بأسلوب هادئ، ستقلّلين تلقائياً نسبة التوتّر الذي يؤثّر سلباً على جسدكِ وعقلكِ، مما سيساعد على تحسين جودة النوم لديكِ.
- نمو الدماغ: ممارسة الصمت بهدوء تساعد على إنشاء خلايا دماغيّة جديدة مع الوقت مما يساهم في نموّ دماغكِ. لذلك من المهم أن تختاري منطقة هادئة للمشي.
- التواصل مع الطبيعة: من المفضّل أن تمارسي المشي الصامت في الهواء الطلق، ما سيسمح لكِ بالتواصل مع الطبيعة والاستفادة من تأثيرها المهدئ. هذا الارتباط بالعالم الطبيعي يمكن أن يعزّز مشاعر السلام والامتنان لديكِ.
- الابتعاد عن التكنولوجيا: من المهم أن تأخذي قسطاً من الراحة من التكنولوجيا خلال يومكِ لأن آثارها السلبيّة لا تُحصى. إن الابتعاد عن عالم الإنترنت من خلال المشي الصامت واحتضان الهدوء الذي يصاحبه، يمكن أن يساعدكِ في التحقق من أفكاركِ والاقتراب من نفسكِ.
- النشاط البدني: يوفّر المشي الصامت شكلاً من أشكال التمارين البدنية ذات التأثير المنخفض، والتي يمكن أن تحسّن صحّة القلب والأوعية الدموية، وتقوّي العضلات، وتزيد المرونة. إنه يوفر فرصة للحركة اللطيفة ويمكن أن يكون مفيداً لأولئك الذين لا يرغبون بممارسة التمارين الأكثر قوّة.
3-ما هي شروط المشي الصامت؟
اتّبعي هذه الشروط الأساسية للحصول على فوائد المشي الصامت الفعّالة:
- تأكدي من أن تكوني قد تناولتِ طعامكِ ودخلتِ إلى المرحاض قبل المشي.
- ابحثي عن مكان هادئ نسبياً للمشي.
- اختاري المشي في وقت يكون هناك عدد قليل من الأشخاص في المنطقة التي تريدين المشي فيها للتخفيف من التعرّض للضجيج. من المهم أيضاً أن تمشي في الصباح بعد الساعة 8 صباحاً للاستفادة من أشعّة الشمس الصباحية، أو حوالي الساعة 4 بعد الظهر للحصول على جرعة مفيدة من فيتامين د.
- ابدئي المشي بقدر ما تستطيعين، فهناك من يمشون لمدة لا تتجاوز الـ 10 دقائق ولكن يحرصون على الاستفادة من الهدوء لتنقية عقلهم وجسمهم.
- حاولي أن تزيدي وقت المشي في كل مرة ولو قليلاً.
- لا تستخدمي هاتفكِ المحمول أو ساعتكِ الذكيّة.
- استمتعي بالأصوات الطبيعية من حولكِ.
- إذا أردتِ المشي مع شريك تأكّدي من عدم التحدّث إليه كي لا تتشتّت أفكاركما.
4-كيفية تعزيز فوائد المشي الصامت
إذا كنتِ من الأشخاص الذين يملّون من المشي وحدهم ويخشون الاستغناء عن الاستماع إلى الموسيقى والبودكاست المفضّل لديهم، من الممكن أن تشعري أنكِ لا ترغبين في ممارسة المشي الصامت بانتظام. لذلك، سنقدّم لكِ بعض النصائح التي ستعزّز اليقظة الذهنية من خلال ملاحظة التفاصيل من حولكِ والحفاظ على تركيز عقلكِ على اللحظة والمكان، بدلاً من التفكير في العمل أو الأسرة أو هموم المستقبل. كما ستحفّزكِ على المثابرة على المشي الصامت لاكتساب فوائده بشكل فعّال، والرغبة في جعله روتيناً يومياً في حياتكِ الصاخبة.
- امشي بطريقة متوازنة من دون الضغط على قدم واحدة فقط للتخفيف من الضوضاء التي ستصدر عن المشي.
- اختاري حذاءً ذات نعل ناعم ومرن ليساعد على المشي بطريقة متوازنة وتخفيف الضوضاء الناتجة عن خطواتكِ.
- اختاري أسطحاً ناعمة للمشي عليها مثل العشب والطريق المسطّحة لأنها تخفّف من الضوضاء التي تنتج إذا كنتِ تمشين على الصخور مثلاً.
- انظري إلى المكان الذي تمشين فيه وابتعدي عن الأشياء التي يمكن أن تعثّركِ.
- حاولي أن تعزّزي الشعور بملامسة الأرض تحت قدميكِ.
- خذي لحظات للتوقف والنظر إلى السماء، وتأمّل ألوان الطبيعة.
- إلمسي الزهور والنباتات الجميلة التي تمرّين بقربها.
مصدر الصورة: انستقرام handemiyy
5-الفرق بين المشي الصامت والمشي الطبيعي
من الناحية الجسدية، إن المشي الصامت يعادل المشي الطبيعي. لكن الفارق الوحيد بينهما هو بذل الجهد المضاعف أثناء المشي العادي للاستماع إلى الموسيقى والبودكاست أو التحدث على الهاتف، ما سيشتّت تركيزكِ وربما يوتّركِ. أما إذا مارستِ المشي الصامت، فستبتعدين عن كل ما يشتّت أفكاركِ ويُقلقكِ، وبالتالي ستتمتّعين بالطبيعة من حولك وتقدّرينها. ذلك سيعزّز من فوائد المشي على صحّتكِ العقليّة والجسديّة.