نرغب دائماً أن نرى والدتنا، ووالدنا مجتمعان سويّاً معنا ضمن أجواء عائليّة مفعمة بالحب، وآخر ما يخطر في بالنا هو فكرة طلاق والدين. ولكن، انفصال الوالدين أمر محتمل، ومن أصعب مراحل الحياة. من هنا، كيف تتأقلمين مع طلاق والديك، وترَيْن الأمور من منظور محايد؟ إليكِ، في هذا المقال، نصائح لتخطي المحنة وتقبل طلاق والديك.
كيفية التعامل مع طلاق الوالدين
1- لا تلومي نفسكِ بسبب طلاق الوالدين
ما حدث بين والديك ليس له أي علاقة بك، لذلك لا تظني أنهما ينفصلان بسببك أو أن المشاكل التي أدت لهذه النتيجة حدثت نتيجة وجودك! بالتأكيد لا، فأحياناً لا تنجح العلاقات مهما حاولنا التمسك بها، ومهما بذلنا من جهد، في هذه الحالة يكون الانفصال أفضل الحلول. لا تلومي نفسك أيضاً لأنك لم تمنعيهما من القيام بذلك، فأنت لا تملكين عصى سحرية لكي تُغيري قرارهما، أو تحلي مشاكلهما بالتأكيد.
ما الفرق بين معالج زواج ومستشار زواج؟ إليكِ كل التفاصيل
2- كوني على دراية أنّ الطلاق أفضل من استمرار المشاكل
اعلمي أنّكِ لن تكوني سعيدةً إذا بقيا تحت سقف واحد مع وجود خلافات تتفجر كالبراكين بينهما، تذكري أن الانفصال بهدوء أفضل بكثير من تطوّر الأمر لمشاكل أو إهانة! يمكن للطلاق أن يكون مفيداً للحفاظ على علاقة وديّة بين الأهل وذلك يصبّ في مصلحة الأطفال.
3- لا يمكنكِ تجنّب طلاق الوالدين من خلال الحزن
قضاء أغلب وقتك في البكاء والحزن كمحاولة لتغيير رأي والديك والتأثير على قرارهما لن يحل المشكلة، لذلك من الأفضل أن تتوقفي عن ذلك. لا أحد يمنعك من التعبير عن مشاعرك واستيائك عبر البكاء، ولكن لا تضعي أملاً أن ذلك سيمكنك من حل المشكلة بشكل أو بآخر!
4- لا تكوني عدائية مع والديكِ
لا تحاولي مقاطعة والديك أو الصراخ عليهما كوسيلة لعقابهما على القرار الذي اتخذاه، والديك ناضجين بما يكفي لكي يُفكّرا في كافة العواقب الممكنة قبل اتخاذ هذا القرار، وتأكدي أنهما يمران بظروف عصيبة أيضاً، فتغيير حياتهما وانقلابها رأساً على عقب ليس أمراً سهلاً، لذلك لا تزيدي الأمر عليهما. إن كنت لا تستطيعين الوقوف بجانبهما فلا بأس، لكن على الأقل حاولي أن تتعاملي معهما بطريقة عادية قدر الإمكان.
5- ابحثي عن وسيلة جيدة لتخطّي الحزن
بدل أن تقضي وقتك في البكاء والنحيب، ابحثي عن طريقة أخرى للتخلص من حزنك، واملئي وقت فراغك كي تتوقفي عن التفكير فيما حدث. مثلاً: مارسي هوايتك المفضلة، اشتركي في بعض الأنشطة الجديدة، اكتبي يومياتك وما تشعرين به حيال الأمر، أو حتى تحدثي مع صديق أو صديقة مقربة. الأهم أن تجدي وسيلة مناسبة لإخراج نفسك من هذه الحالة قدر الإمكان.
6- لا تتوقعي أن يعود والديك سويّاً
لا يجب أن ترفعي سقف توقعاتك أكثر من اللازم وتتوقعي أن طلاقهما مجرد مرحلة ستمضي وسيعودان سويّاً مرة أخرى. تحدث أحياناً أمور كهذه لكن نادراً، فاتخاذ قرار كهذا ليس أمراً سهلاً وقد فكرا جيداً قبل الإقدام عليه، بالتالي فرص التراجع ضئيلة جدّاً. لهذا لا تضعي توقعات عالية كي لا تنصدمي أكثر في المستقبل.
7- لا تقطعي التواصل مع والديكِ
لا تعاقبي والديكِ من خلال قطع التواصل بينكِ وبينهما، ربما هما انفصلا عن بعضهما البعض، لكنهما لم ينفصلا عنكِ. لذلك احرصي على الاتصال بهما بانتظام، وزيارتهما في أوقات فراغك، وحتى استغلال يوم عطلتك للخروج معهما وقضاء وقت ممتع، قد لا تستطيعين جمعهما سويّاً مرة أخرى، لكن احرصي على الاستمتاع بوقتك أيّاً كان من بصحبتك.
أمور تفتقدها المرأة المتزوجة من حياة العزوبية
8- لا تتدخلي في جدالهما
قد تحدث بعض المشادات والخلافات بين والديك حتى بعد الطلاق، احرصي على ألا تكوني طرفاً فيها. وابذلي قصار جهدك لتكوني حياديّة، حتى لو حاولا استمالتك، فلو وقفتِ مع أحدهما ضد الآخر تأكدي أن الطرف الآخر سوف ينزعج نفسيّاً، لذلك تجنبي هذا الأمر قدر استطاعتك.
9- لا تدعي طلاق الوالدين يؤثر على منظورك للعلاقات
لا تجعلي هذه المشكلة تؤثر عليك نفسيّاً قدر الإمكان، أو تؤثر على منظورك للعلاقات في المستقبل، فمرور والديك بهذه التجربة لا يعني بالضرورة أن حظك أنت أيضاً سيكون سيئاً. أي كان ما حدث قد حدث، تأقلمي معه وحاولي ألا تُهملي حياتك الخاصة، سيتطلب طلاق والديك بعض الوقت بالتأكيد للتغلب عليه، لكن عاجلاً أم أجلاً ستمضين قدماً بحياتك أنت أيضاً.
10- استشيري معالجاً نفسيّاً لتخطي طلاق الوالدين
قد يستطيع عدداً كبيراً من الأشخاص تخطي طلاق الوالدين من تلقاء نفسهم إمّا من خلال تقبّل الواقع، أو ممارسة النشاطات، أو تلقي مساعدة ودعم من الأهل والأصدقاء، أو غيرها من الطرق التي تسهّل تقبل فكرة الطلاق. ولكن، قد يصعب على الكثير من الأشخاص الآخرين تخطي هذه المرحلة مما قد يؤثر سلباً على حياتهم، ويجعلهم يشعرون بالاكتئاب، والضعف، والفشل المدرسي أو الجامعي، أو فشل الارتباط وحب العزلة. في مثل هذه الحالات، من الأفضل استشارة معالج نفسي والذي سيساعدكِ على تخطي هذه المرحلة بطريقة أسهل، وتقبل طلاق والديكِ لكي تتمكّني من الاستمرار في حياتكِ والمضي قدماً.