مقابلة مع Elizabeth von der Goltz، رائدة ومرجع في عالم الموضة

عملت في عدّة مواقع تسوّق إلكتروني، لسنوات طويلة قبل أن تنضمّ إلى موقع FARFETCH لتتولّى زمام الأمور. مع خبرة تفوق العشرين عاماً في مجال الموضة، تعتبر Elizabeth von der Goltz رائدة ومرجعاً في عالم الموضة. لذلك، كان لا بدّ لنا من التحدّث معها ومعرفة وجهة نظرها في مختلف أوجه عالم الموضة الرقميّة وكيف تترجم رؤيتها لهذا العالم من موقعها الحالي.

يلفتني العدد الهائل من المواهب الناشئة التي تبرز اليوم وتحقق انتشاراً واسعاً بوجود وسائل التواصل الاجتماعيّ. هذا ما يزيد التحدّيات في اختيار المواهب الفعليّة. نحن نبحث عن موهبة فريدة ومميزة بوجود آلاف العلامات. من المفترض بمن نختاره، كمصمّم مجوهرات أو أزياء أو أكسسوارات، أن يتمتّع بأسلوب خاصّ وعلامة فارقة تميّزه ويمكن ملاحظتها بسهولة في ما يقدّمه من أعمال وتصاميم. لا نبحث عما يبدو رائعاً في موسم ما ويحقق نجاحاً لفترة معينة، بل نسعى لاحتضان أسلوب أزليّ خاص بالمصمم يمكن التعرف إليه دائماً. كما نعتبر المهنيّة عنصراً أساسياً في اختياراتنا. على المصمّم الذي نختاره أن يكون قادراً على الإنتاج بمعدلات كافية، تأمين الطلبيات، الشحن في الوقت المناسب، والحفاظ على الجودة المطلوبة. فهدفنا إرضاء المستهلك ليعاود التعامل معنا.

أعتقد أنّ كلاهما أساسيّان. لكن، تحلّ الأحاسيس في المرتبة الأولى. فعندما أعجب بعمل ما، يولّد لديّ مشاعر مما يخلق رابطاً بيني وبينه، وهذا ما يعتبر أساسيّاً كمرحلة أولى. أمّا المنحى التجاريّ فيرتبط بذلك حكماً، فلبيع أيّ تصميم، لا بدّ من أن يخلق هذه المشاعر والرابط مع المستهلك ليقرّر شرائه.

نجاحنا هو في تعدّد الاختيارات المتاحة للمستهلك. تعدّد القنوات، سواء كانت مواقع التواصل الاجتماعيّ أو المتاجر الالكترونيّة أو حتى المتاجر الفعليّة، ليست مهمّة إذا لم تمثّل وحدة متّصلة ببعضها البعض وتوفّر تجربة متكاملة للمستهلك، وتخلق رابطاً معه ما يجعله وفياً لها.

نحن في هذا المجال من مدّة. لدينا مستهلكين رائعين في مختلف أنحاء العالم ونحرص على التعرف إليهم في إطار شخصيّ. نقوم بتنظيم العديد من الأحداث حول العالم، إضافة إلى البيانات التي يقدمّها لنا المستهلك. يهمنا التواصل الفرديّ معه والتعرف إلى نمط الحياة الخاصّ به وتفضيلاته وما يجذبه ويهمه بشكل خاصّ، حتى نقدم له أكثر ما يهمّه. هذا ما يساعد على تعزيز تجربة المستهلك في التسوق الرقميّ، وفي الوقت نفسه على توجيه الإعلانات والإيميلات وطرق التواصل، لتكون العلاقة شخصيّة أكثر.

أعتبر التنوّع في غاية الأهميّة، ولا يمكن النجاح إلا بالاستناد إلى هذا العامل الأساسيّ. الاختلاف مطلوب في فريق العمل وهناك حاجة إلى وجهات نظر متعدّدة وإلى أشخاص من خلفيّات مختلفة. لتحقيق النجاح، لا يمكن التواجد مع أشخاص يتمتّعون بالآراء نفسها. لذلك، أنا أشجع الاختلاف والتنوّع في فريق العمل حتى نمثّل مستهلكينا بشكل أفضل. انطلاقاً من ذلك أيضاً، ولأنا نؤمن بالتنوع فعلاً من النواحي كافة، نحن حريصون على الانفتاح على كافة العلامات والمصمّمين على اختلافهم.

نعلم جيداً أنّنا في مرحلة غاصت فيها صناعة الموضة بشكل تامّ في العالم الرقميّ، لكنّنا متمسّكون بمبدأ التواصل مع المستهلك بأي طريقة كانت لتكون العلاقة شخصيّة، وقد اعتمدنا وسائل عديدة متطورة لتحقيق ذلك.

حتماً. في مجال الموضة والبيع بالتجزئة، المرأة العربية هي "المستهلك الحلم". هي تعشق الموضة، الصيحات ومنصّات العرض، كما أنّها جريئة، لا تتردّد في اختبار أيّ جديد من العلامات والمصمّمين، ولا تتردّد في المزج بين الصيحات، وتنسّق القطع بطريقة رائعة. يضاف إلى ذلك أنّها تتمتع بثقافة واسعة في مجال الموضة. هذا، دون أن ننسى أنّها تتابع بجدّية وسائل التواصل الاجتماعيّ وتعشق العلامات الفاخرة وتواكب كلّ جديد فيها.

هي مستقلّة، مغامرة وفاتنة.

أعشق الملابس الفاخرة الهادئة Quiet Luxury التي أراها في علامات عديدة.

بوتس Miu Miu، وكلّ ابتكار من Prada لقي نجاحاً باهراً هذا الموسم. كما يستمرّ الحذاء الرياضيّ مثل Samba Adidas وNike Jordan وغيرها، بتحقيق النجاح.

ربما الاسترخاء قليلاً والاستفادة من استراحة ذهنيّة. أرغب بتخصيص بعض الوقت لنفسي والاهتمام بصحتي النفسيّة والجسديّة.