يختلف نمط نمو الشعر وكثافته بين الرجال والنساء إذ يحدّد التفاعل المعقّد بين الجينات والهرمونات نوع الشعر وكميته وكيفية نموه. على الرغم من أن نمو الشعر على وجه المرأة بنسبة قليلة هو أمر طبيعي، ولكن قد تلاحظ بعض النساء نمو كثيف للشعر في مناطق عدة من الوجه كالعنق أو الذقن. هذا الوضع ليس طبيعي وقد يُنظر بوجود خلل ما في الجسم. أكملي قراءة المقال لكي تتعرّفي على الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الشعر على عنق المرأة.
7 أسباب تؤدّي إلى ظهور شعر العنق عند المرأة
1- التغييرات الهرمونيّة
تختبر المرأة تغييرات هرمونية في الكثير من المحطّات في حياتها كالبلوغ، والحمل، والتقدم بالسن، وكل هذه التغييرات تؤثر على نشاط نمو الشعر. عندما تكونين حاملاً ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون تلقائيّاً، الأمر الذي قد يحفز نمو الشعر الكثيف في الرقبة. في مثل هذه الحالة لا داعي للقلق لأن نمو الشعر الكثيف سينخفض تدريجيّاً بعد الولادة إذ إن الهرمونات تعود إلى مستوياتها الطبيعية. يمكنكِ اعتماد الطرق المعتادة لإزالة الشعر عن الوجه لكي لا تنزعجي من وجودها.
2- التغييرات الهرمونية الناتج عن التقدم بالعمر
مع التقدم في العمر، وخاصة عند الوصول إلى فترة انقطاع الطمث، يفرز المبيضين كمية منخفضة من هرمون الإستروجين، بينما يستمر إنتاج هرمون التستوستيرون الذكري، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الإندروجين وظهور الشعر على الرقبة. قد تلجأ بعض النساء، وخاصة إن كنّ يعانين من عوارض أخرى خلال فترة انقطاع الطمث، إلى تناول الأدوية المساعدة على تعديل مستويات الهرمونات في الجسم، ولكن بالطبع تحت إشراف الطبيب المختص.
3- تناول بعض الأدوية
من المعروف أن للأدوية آثار جانبية كثيرة قد يعاني منها الأشخاص الذين يعتمدونها، ومن بين هذه الآثار ملاحظة نمو كثيف للشعر على الوجه وخاصة عند منطقة الرقبة. قد تؤثر بعض الأدوية التي تستخدمينها على مستوى الهرمونات في جسمك، مما يسبب ظهور شعر الرقبة كأحد آثارها الجانبية. ومن أبرز هذه الأدوية حقن التستوستيرون، أو السيكلوسبورين، أو المينوكسيديل.
4- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
في حال كنت تعانين من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، أو كان لديك ميول وراثي للإصابة بها، فقد يكون الأمر محفّزاً ومؤثّراً على معاناتك من شعر الرقبة الكثيف. تؤثر متلازمة تكيس المبيض بشكل خاص على مستويات الإندروجين العالية، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو نزف غزير خلالها، بالإضافة إلى نمو الشعر الكثيف في مناطق متنوعة من الجسم وعلى الرقبة على وجه الخصوص. عندما يكون نمو الشعر الغزير مرتبط بالإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات فعليكِ التوجه إلى الطبيب المختص لكي يعاينك ويشخّص مدى خطورة حالتكِ، كما أنه سيصف لكِ العلاج المناسب لحالتك، والذي سيساعد على المحافظة على توازن الهرمونات وبالتالي انخفاض نمو الشعر الكثيف.
5- السمنة
يبدو أن هناك علاقة بين الوزن الزائد لدى النساء وهرمون التستوستيرون، إذ إن السمنة تؤدي إلى ارتفاع مستوى هذا الهرمون في الجسم، ومع ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون في جسم المرأة سترتفع نسبة نمو الشعر الكثيف في الرقبة. بالإضافة إلى ذلك فإن زيادة نسبة الدهون في منطقة البطن تساهم في رفع مستوى مقاومة الإنسولين في الجسم، الأمر الذي قد يعزز من إنتاج هرمون الإندروجين الذكوري، وبالتالي زيادة نمو شعر الرقبة لدى المرأة. للتخلّص من هذه الحالة، قد يكون من المفيد جدّاً بالنسبة لك الالتزام بنظام غذائي وحياتي صحي لإنقاص وزنك الزائد، وممارسة الرياضة التي ستساهم في المحافظة على موازنة الهرمونات وتفاعلات المواد في جسمك.
6- مشاكل الغدة
الغدة النخامية والكظرية هما أساس الغدد الصماء في الجسم، حيث تعطي الغدة النخامية توجيهاتها للكظرية التي تقوم بدورها بتوجيه إطلاق الهرمونات في الجسم، لذا فأي خلل يقع على أي من الغدتين من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات في الهرمونات ونمو الشعر. من الضروري مراجعة الطبيب خصوصاً في حال أصبح نمو الشعر كثيفاً وغزيراً بشكل مفاجئ.
7- العامل الوراثي
قد يكون نمو الشعر الكثيف ناجم عن عوامل وراثية أيضاً، ففي حال تعاني النساء في عائلة ما من كثافة نمو الشعر في الرقبة، أو حتى في أماكن أخرى من الجسم، فعلى الأرجح ستعاني بناتهن من هذه المشكلة أيضاً. لا يوجد حل طبي لهذه المشكلة لأنها متعلّقة مباشرة بالجينات وليس بخلل صحي، ولكن قد يكون هناك مجموعة من الخيارات التجميلية التي يمكن اعتمادها لمعالجة الشعر الزائد في حال كان نموه ناتج عن عامل وراثي، كإزالته بالشمع، أو الخيط، أو الليزر.