الخوف من الالتزام العاطفي... أعراضه وأسبابه وطرق التعامل معه

يمكن أن تخوضي علاقة عاطفية جميلة جدّاً مع شخص تنغرمين به للغاية، وتفرحين معه، وتمضين أجمل الأوقات، ولكن، كلما أصبحت العلاقة تسير نحو أمور جديّة أكثر مثل الخطوبة أو الزواج تتارجعين خطوات إلى الوراء، تشعرين بالخوف، وتخلقين مئات الأعذار لإبقاء العلاقة كما هي وعدم اتّخاذ أي خطوة جديّة. إن حدث معكِ هذا الموقف، فهذا يعني أنّكِ تخافين من الارتباط. من هنا، سنعرّفكِ في هذا المقال على أعراض الخوف من الالتزام العاطفي، أسبابه وطرق التعامل معه لكي تبني علاقة متينة وارتباط قوي مع الشريك.

• ذات صلة
  أمور تسيطر على مشاعركِ وتقف عائقاً بينكِ وبين الحب

إن كنتِ الآن في مرحلة التعرّف على شخص ما، قد تخطر على بالكِ العديد من الأفكار التي تدلّ على أنّكِ تخافين من الالتزام العاطفي. أكملي القراءة لمعرفة ما هي أبرز أعراض الخوف من الالتزام العاطفي.

عندما تنجذبين إلى شخص ما تعرّفتِ عليه حديثاً، إن كان في العمل أو خلال جلسة مع الصديقات أو أي مكان آخر، تتجنّبين فوراً التحدث معه لكي لا تقعي بالحب. هذا يدل على أنّك تعانين من الخوف من الالتزام العاطفي، وفور شعورك بأنك تحبين الطرف الآخر بشكل قوي، تبدئين بتجنّبيه في الحال، ستتهرّبين من الرد على رسائله أو لقائه بشكل مستمر. انتبهي في بعض الأحيان يمكن أن يظن الطرف الآخر أنكِ لا تحبينه فيتوقف عن محاولة التقرب منكِ، لذلك عليكِ محاربة خوفكِ من خلال النصائح التي سنعطيكِ إياه لاحقاً في هذا المقال.

ترهقين ذهنك وعقلك بالعديد من الأسئلة حول علاقتك العاطفية بشكل يومي: هل يحبني حقاً؟ هل يمكننا البقاء سويّاً؟ هل هو الشخص المناسب؟ هل تسرعت في الوقوع في حبه؟ هل أنا أريد هذه العلاقة حقاً؟ كل هذه الأسئلة تشير إلى أنّكِ تخافين من الارتباط والالتزام العاطفي.

ربما تشعرين بأنك تحبين شريكك للغاية ولا يمكنك البقاء يوم واحد من دون أن تتحدثي إليه وتشاركيه تفاصيل يومكِ، ولديك شعور داخلي بأنك ترغبين في إنشاء بيت وأسرة. ولكن رغم كل هذا تخشَين الإقدام على خطوة جدية في هذه العلاقة. فكلما اقتربت من اتخاذ خطوة فعلية، تجعلين الأمور تسير أبطء وتبحثين عن أي سبب لتأجيل الخطوات الجدية.

إذا انتابك الذعر من التفكير في المستقبل والبقاء مع شريكك سويّاً مدى الحياة، فتأكدي أنّكِ تعانين من الخوف من الالتزام العاطفي. تشعرين أنّكِ لا ترغبين في وضع أية خطط مستقبلية لعلاقتك العاطفية، تتجنّبين من الأساس التحدث مع الشريك حول المستقبل، وفي حال حاول التحدث عن المستقبل تغيّرين الموضوع فوراً. هذه العلامات لا تدل بالضرورة على أنّكِ لا تحبين الشريك بل تدل على أنّكِ تخافين من الالتزام العاطفي.

تبدأ العلاقة العاطفية بالتعارف بين شخصين، لكنّها تتطور مع الوقت فيبدأ كل طرف من الطرفين يتعرف على عائلة الآخر، وأصدقائه وهذا أمر طبيعي جدّاً يجعل الشريك يرى عالمك الخاص. ولكن إن كنت تحرصين على ألا تفعلي ذلك مع شريكك، فهذه إشارة واضحة على أنّكِ تخافين من الالتزام العاطفي.

هل تحاولين دائماً إبقاء العلاقة سريّة؟ لا تشاركين صوركما مع الأصدقاء أو لا تنشرين صوراً لكما على وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا تخبرين أهلكِ عنه ولا تريدين أن يعرّفكِ على أهله؟ إن كنتِ تعيشين هذه الحالة عندما تكونين مع الشريك فهذه علامة واضحة جدّاً على أنك تخافين من الالتزام العاطفي.

هناك أسباب أساسية تحرك في داخلكِ الخوف من الالتزام، وتسيطر على عقلكِ ومشاعركِ، وتجعل الهروب هو الحل الوحيد، إليكِ أبرز أسباب الخوف من الالتزام العاطفي.

• القلق من قضاء حياتك كلها مع شخص واحدٍ فقط.
• التجارب السابقة السيئة.
• لديك أحلام وطموحات كثيرة، وتخافين أن يحدّ الارتباط العاطفي من إمكانية تحقيق هذه الأحلام.
• تخشين فقدان المساحة الشخصية.
• تحتاجين فترة أطول لدراسة شريكك والتأكد من مشاعرك.
• تبحثين عن شخصٍ أفضل.
• تخافين من ألم الانفصال، لذا تُبقين العلاقة سطحية.

• ذات صلة
  أسباب تغيير المرأة لشكلها جذرياً بعد الانفصال

في حال لاحظتِ أنّكِ تعانين من مشكلة الخوف من الالتزام العاطفي، يجب أن تعملي على حل هذه المشكلة لأنّها قد تؤدي إلى انتهاء العلاقة. إن كان الطرف الآخر يحاول دائماً العمل على بناء مستقبل لكما ولكنكِ تتهربين دوماً، سيتعب كثيراً ويظن أنّكِ لا تحبينه، وقد يؤدي ذلك إلى الانفاصل. إن كنتِ فعلاً تحبين الشريك فعليكِ العمل بجهد للتخلص من مشكلة الخوف من الالتزام العاطفي. يمكنكِ اتباع النصائح التالية.

• لا تخدعي نفسكِ، بل اعترفي لنفسكِ أنّكِ تعانين من مشكلة الخوف من الالتزام العاطفي.
• اعلمي أنّ لا أحد يشبه الآخر، أي إذا كنتِ تخافين من الارتباط بسبب تجارب فاشلة سابقة فهذا لا يعني أن التجربة نفسها ستتكرّر، كل ما عليكِ فعله هو محاربة هذا الشعور والعمل على بناء ثقة قوية مع الشريك.
• اعترفي للشريك أيضاً أنّك تعانين من مشكلة الخوف من الالتزام العاطفي، فهذا الأمر سيجعله متفهماً أكثر معكِ ولن يظن أنّكِ لا تحبينه عندما تتهربين من الحديث عن المستقبل. والأفضل من ذلك أنه سيساعدكِ على التخلص من هذه المشكلة.
• ابحثي عن الأشياء التي تخيفكِ حول الارتباط، وحاولي معالجتها. ربما تخافين من الوقوع في روتين الحياة الزوجية والملل، أخبري الشريك عن هذه المخاوف، وحاولا معاً إيجاد الحل الذي يزيل مخاوفكِ مهما كانت.
• تكلّمي مع أمّكِ، أو أختكِ، أو صديقتكِ المقربة، أو أي شخص تثقين به حول هذا الموضوع، فلربما مر بتجربة مثيلة ويمكنه مساعدكِ لتخطي المشكلة.
• تكلّمي مع طبيب نفسي، إن كنت تشعرين أن الأمر يفوق قدرتك على التعامل معه وأنك بحاجة لمتخصص، توجهي لزيارة أخصائي أو معالج نفسي للتحدث عن الأمر ومعالجته.