ما هي فوائد شرب الماء على الصحة؟

قد ننشغل كثيراً خلال اليوم وننسى أن نشرب الماء، من دون أن نعي التأثير السلبي لذلك على المدى القريب والبعيد. من هنا، هذا المقال هو بمثابة تذكير بشرب المياه وبكمية كافية يومياً، حيث سنعدّد من خلاله أهم فوائدها للصحة. نصيحة صغيرة قبل أن نبدأ: لتفادي نسيان شرب الماء خلال اليوم، يمكنكِ أن تضعي إلى جانبكِ عبوة مليئة دائماً، وأن تتحدي نفسكِ لإنهائها وتعبئتها في كل مرة تنتهي للحصول على فوائد شرب الماء.

يلعب الماء دوراً في تنظيم عمل الجهاز الهضمي، فإنّ شرب الماء يساهم في: التقليل من احتمالية الإصابة بالإمساك، المساعدة في تسريع عملية هضم الطعام، المساعدة في ذوبان المعادن والفيتامينات والمواد الغذائيّة، والمساعدة على نقل العناصر الغذائية إلى الخلايا وإزالة المواد الضارة من الجسم.

فوائد العلاج بالماء البارد

يساهم شرب الماء في تحسين مرونة الجلد ومظهره، كما يمكن أن يساعد في تقليل ظهور التجاعيد وترطيب البشرة. من ناحية أخرى، يحسّن الماء من تدفق الدم الأمر الذي يساعد على تجديد أنسجة الجلد، وزيادة نعومتها.

هناك تأثير إيجابي لشرب الماء على وظائف الدماغ. يساهم الماء في تحسين التركيز والانتباه، ويمكن أن يساعد على تخفيف الصداع والتعب الذهني. إذ تشير الأبحاث إلى أن جفاف الجسم يمكن أن يؤثر سلباً على المزاج، ويسبب صداع الرأس، الشيء الذي يؤثر بطريقة سلبية على وظيفة الدماغ. من هنا، تأكدي من شرب الماء خلال العمل، أو الدراسة لتعزيز التركيز، والانتباه.

مصدر الصورة: istock

عندما يصاب الجسم بالجفاف، لا يمكنه إزالة رواسب هضم الأكل بشكل صحيح، مما يعيق عمل الكلى على تصفية السموم والفضلات. عندما تتراكم الفضلات في الجسم، قد يشعر الناس بالانتفاخ والتورم والتعب لأنّ الجسم لم يتخلص من رواسب الأكل على شكل بول أو براز. من هنا، من خلال شرب الماء سيحافظ الجسم على عمليّة تصريف الفضلات والسموم عن طريق الكلى. يساعد الماء أيضاً على تقليل خطر تكون حصى الكلى والتهابات المسالك البولية.

يتولّى جهاز المناعة مسؤولية الدفاع عن الجسم ضّد الأمراض والعدوى التي تسبّبها الكائنات الحيّة الدقيقة. ويمكننا عبر شرب الماء تقوية جهازنا المناعي وتعزيز مقاومته للأمراض والعدوى. وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية، مثل السكّري والسُّمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسّكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان.

يساعد شرب الماء على فقدان الوزن للأسباب التالية:

• الشعور بالشبع: عندما تشعر المعدة بأنها ممتلئة، فإنها ترسل إشارات إلى الدماغ للتوقف عن الأكل. يمكن أن يساعد الماء على شغل مكان كبير في المعدة، مما يؤدي إلى الشعور بالامتلاء، وتقليل كمية الأكل المتناولة وبالتالي عدم كسب الوزن. في دراسة أجريت في العام 2014، بالإضافة إلى استهلاكهن المعتاد، شربت 50 إمرأة 500 مل من الماء قبل 30 دقيقة من الإفطار والغداء والعشاء، لمدة 8 أسابيع متتالية. بعد هذه الفترة، شهدت المشاركات انخفاضاً في الوزن، ودهون الجسم ومؤشر كتلة الجسم. كما أبلغوا عن انخفاض شعورهن بالجوع، وقمع الشهية.
• حرق الدهون: بدون الماء، لا يستطيع الجسم تحويل الدهون أو الكربوهيدرات المخزنة إلى طاقة بشكل صحيح. الخطوة الأولى في عملية تحلّل الدهون المخزنة في الجسم، والتي تسمى lipolysis، هي التحلل المائي والتي تحدث عندما تتفاعل جزيئات الماء مع الدهون الثلاثية لتكوين الجلسرين والأحماض الدهنية. إن شرب كمية كافية من الماء ضروري لحسن سير هذه العمليّة، وتحلّل الدهون المخزنة في الجسم وبالتالي خسارة الوزن.
• خفض السعرات الحرارية المتناولة: من السهل تراكم السعرات الحرارية عن طريق شرب الصودا، أو العصير، أو القهوة، أو الشاي مع سكر، أو المشروبات الرياضية. قد يكون استبدال هذه المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية بالماء أمر مثالي لفقدان الوزن على المدى البعيد. لقد وجدت إحدى الدراسات أن استبدال المشروبات عالية السعرات الحرارية بالماء، كل يوم، ولمدة 6 أشهر أدى إلى فقدان الوزن بمعدل يتراوح بين 2 و2.5 في المائة عند النساء اللواتي قمن بهذا الاختبار.

مصدر الصورة: iStock

وجود كمية وافرة من الماء في الجسم يساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم، وخاصة في المناخ الحار أو المناخ البارد جدّاً. في الواقع، يتأثر الجسم كثيراً في درجة الحرارة المحيطة به من الخارج، لذلك من المهم جدّاً شرب الماء لكي يتمكن الجسم من تنظيم درجة حرارته وعدم التأثر بالمحيط الخارجي.

يحافظ الماء على رطوبة الفم ويزيل بقايا الطعام والبكتيريا العالقة ما بين الأسنان واللثة، لذلك فإن شرب ما يكفي من المياه خاصة بعد تناول الطعام يساعد على التقليل من رائحة الفم.

يشكل الماء جزءاً كبيراً من تكوين غضاريف المفاصل التي تساعد على امتصاص الصدمات وجعل حركات العظام أكثر سلاسة. من هنا، فإن شرب الماء يحسن أداء المفاصل، كما أنه يقلل من حدة المعاناة من مرض النقرس وهو نوع من التهاب المفاصل.

ربما لا يؤدي شرب كميات كافية من الماء إلى تحسن أداء القلب وإنما عدم تناول القدر المناسب من الماء، الذي يؤدي إلى جفاف خفيف، يؤثر على الأوعية الدموية ويضعفها بنفس تأثير التدخين عليها. ويؤدي قلة شرب الماء أيضاً إلى انخفاض كمية الدم في الجسم، مما يسفر عن انخفاض ضغط الدم وزيادة أو تسارع في معدل ضربات القلب. من هنا، فإن شرب الماء ضروري للحفاظ على صحة القلب.

يعتبر الماء مصدراً رئيسيّاً لترطيب الجسم، وتجنّب جفاف الجسم الذي يؤدي إلى عدد كبير من الأضرار وأبرزها الشعور بالتعب، في الواقع إذا كنت غالباً ما تشعرين بالتعب، فهناك احتمال كبير أن يكون الأمر متعلّقاً بعدم شرب الماء مما يجعل وظيفة الجسم أقل كفاءة. تجدر الإشارة هنا، إلى أنه من المهم جدّاً شرب الماء خلال ممارسة الرياضة، وذلك لتفادي الإصابة بالجفاف.

مصدر الصورة: iStock

هل شرب المياه مع الأكل يساعد على خسارة الوزن؟

لا يوجد رقم محدد لكمية الماء التي يجب على الشخص شربها في يوم واحد، إذ يحتاج بعض الأشخاص إلى كمية أكبر من الماء من أشخاص آخرين. في الواقع، قد تختلف كمية الماء التي يحتاجها الجسم من شخص إلى آخر بحسب اختلاف مجموعة من العوامل وهي:

• مستوى النشاط البدني
• العمر
• الوزن
• نسبة العضل في الجسم
• درجة حرارة البيئة المحيطة
• رطوبة الجو
• نسبة التعرّض إلى شمس
• الحالة الصحية

إذاً، تختلف كمية الماء التي يجب شربها بحسب اختلاف الظروف، ولكن بشكل عام يمكن القول أن الشخص العادي السليم صحيّاً، البالغ، والذي يعيش في مناخ معتدل ينبغي أن يشرب يوميّاً الكميات التالية من الماء:

• 2700 مل من الماء في اليوم الواحد للنساء البالغات، أي ما يوازي 8 إلى 11 كوباً من الماء في اليوم.
• 3700 مل من الماء في اليوم الواحد للرجال البالغين، أي ما يوازي 10 إلى 15 كوباً من الماء في اليوم.