ما هو الناسور المهبلي وما هي اسبابه وطرق علاجه؟

النساء عرضة للإصابة بمجموعة كبيرة من الالتهابات والأمراض في المهبل ومن بينها الناسور المهبلي. هل سمعتِ من قبل عن هذه الحالة؟ على الرغم من أنها حالة نادرة، ولكن لا بدّ لكِ أن تتعرّفي عليها في هذا المقال حيث سنقدّم لكِ دليل كامل عن الناسور المهبلي: ما هو، ما هي أسبابه، اعراضه وعلاجه.

الناسور المهبلي، والذي يُعرف علميّاً باسم Vaginal Fistula هو اتصال غير طبيعي بين الجزء السفلي من الأمعاء والمهبل. ويمكن أن تتسرب محتويات الأمعاء عبر الناسور المهبلي، ما يسمح للغازات أو البراز بالخروج عبر المهبل.

اسباب التهابات المهبل، أعراضه وطرق علاجه

الأنواع الأكثر شيوعاً من الناسور المهبلي هي:

• الناسور المثاني المهبلي: قناة أو مسار غير طبيعي يربط بين المهبل والمثانة (وهي العضو المسؤول عن تجميع البول في الجسم).
• الناسور المستقيمي المهبلي: قناة أو مسار غير طبيعي يربط بين المهبل والمستقيم (وهو عضلة أسطوانية متصلة بنهاية القولون يخرج البراز منها إلى خارج الجسم).
• الناسور القولوني المهبلي: قناة أو مسار غير طبيعي يربط بين المهبل والقولون (هو جزء من الأمعاء تقع في نهاية السبيل الهضمي).
• الناسور المعوي المهبلي: قناة أو مسار غير طبيعي يربط بين المهبل والأمعاء الدقيقة (وهي الموقع الذي يتم فيه امتصاص معظم العناصر الغذائية من الطعام المبتلع).

الإصابات المرتبطة بالولادة هي السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالناسور المهبلي. ومن هذه الإصابات تمزقات العِجان، وهو المنطقة الجلدية الواقعة بين المهبل والشرج، وتمتد إلى الأمعاء أو تسبب العدوى. قد تسبب حالات الناسور الناتجة عن الإصابات أثناء الولادة إصابة العضلة الشرجية العاصرة، وهي حلقات عضلية في نهاية المستقيم تساعد على حبس البراز.

أمراض الأمعاء مثل داء كرون هو ثاني أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالناسور المهبلي. تسبب أمراض الأمعاء الالتهابية هذه تورم الأنسجة المبطنة للسبيل الهضمي وتهيُّجها مما يزيد من احتمال حدوث الناسور المهبلي. لا توجد علاقة مباشرة ما بين داء كرون والناسور المهبلي أي أنّ الإصابة بداء كرون لا يعني أنّكِ ستصابين حتماً بالناسور المهبلي لكنه يزيد من احتمالات الإصابة بهذه الحالة المَرَضية.

ترتفع نسبة الإصابة بالناسور المهبلي بشكل كبير لدى النساء اللواتي تعرّضن إلى العلاج الإشعاعي في منطقة الحوض بسبب الإصابة بمرض السرطان. يمكن أن يؤدي وجود ورم سرطاني في المستقيم، أو عنق الرحم، أو المهبل أو الرحم أو القناة الشرجية إلى الإصابة بالناسور المهبلي. وقد يجعلك العلاج الإشعاعي للسرطانات في هذه المناطق أيضاً عرضة للإصابة. يمكن أن يتشكل الناسور الناتج عن الإشعاع في أي وقت بعد العلاج الإشعاعي، لكنه يتشكل في أغلب الأحيان خلال أول عامين.

بعد إجراء جراحة في منطقة الحوض، أو المهبل أو العِجان أو المستقيم أو الشرج قد تحدث بعض المضاعفات المحتملة مثل الالتهابات، تجمع السوائل، انسداد الأمعاء، تشكل الندوب وغيرها من الآثار الجانبيّة التي ترفع من احتمال الإصابة بالناسور المهبلي.

الرتج عبارة عن جيوب صغيرة منتفخة يمكن أن تتشكَّل في بطانة الجهاز الهضمي. وتوجد غالباً في الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة القولون. والرتج مشكلة شائعة، خصوصاً بعد سن الأربعين، ونادراً ما تسبب مشكلات صحيّة، ولكنها قد تكون واحدة من أسباب الناسور المهبلي.

في حالات نادرة، قد يتكون الناسور المهبلي بعد إصابة الجلد المحيط بفتحة الشرج أو المهبل بعدوى. قد تصاب المرأة بعدوى في المهبل من جراء العلاقة الجنسيّة، أو في الشرج بسبب قلة النظافة أو الإكثار من المأكولات الحارة.

اسباب الشعور بحرقان المهبل أثناء وبعد العلاقة الزوجية

تختلف الأعراض بحسب اختلاف حجم الناسور المهبلي، فكلما كان الناسور المهبلي صغيراً، كلما كانت الأعراض بسيطة وقد لا تلاحظين وجودها. ولكن، كلما أصبح الناسور المهبلي ضخم لكما ازدادت حدّة الأعراض. ومن أكثر أعراض الناسور المهبلي شيوعاً نذكر:

• لا يسبب الناسور المهبلي الألم
• خروج غازات من المهبل
• خروج براز من المهبل
• خروج روائح مزعجة من المهبل
• عدم التحكم في التبرز
• صعوبات في الحفاظ على نظافة منطقة العِجان (وهي المنطقة الواقعة بين المهبل والشرج لدى النساء)
• الإصابة بالعدوى المهبلية أو عدوى الجهاز البولي
• تهيُّج أو التهاب المهبل أو العِجان أو الجلد المحيط بفتحة الشرج
• تراجع الرغبة الجنسيّة أو ألم خلال ممارسة العلاقة الحميمة
• القلق والاكتئاب النفسي، وعدم الرغب في الخروج من المنزل

تعتمد طرق علاج الناسور المهبلي على اختلاف حجمه وشدة الأعراض، ويمكن اعتماد علاج الناسور المهبلي بطرق طبيّة أو من خلال تغيير في نمط الحياة. أكملي قراءة المقال للحصول على تفاصيل أكثر.

في حال إصابتكِ بأعراض الناسور المهبلي المذكورة أعلاه عليكِ أن تقومي بزيارة طبيب مختص بشكل عاجل لتشخيص الناسور وعلاجه. وفيما يلي بعض الخيارات الشائعة لعلاج الناسور المهبلي طبيّاً:

• علاج الناسور المهبلي بالدواء: يمكن أن يشمل استخدام مراهم مهدئة للتخفيف من الأعراض، مثل المراهم الموضعية التي تحتوي على مواد مخدرة أو مضادات الالتهاب الستيرويدية.
• التمارين العضلية الحوضية: يمكن أن تساعد تمارين تقوية عضلات الحوض في تقوية الأنسجة المحيطة بالناسور المهبلي، وتحسين توجيه الأعضاء إلى مكانها الطبيعي.
• العلاج الفيزيائي: قد يتم استخدام العلاج الفيزيائي الموجه لمنطقة الحوض لتقوية العضلات وتحسين وظائف الحوض وتخفيف الأعراض.
• العملية الجراحية: في حالة عدم استجابة لأي من العلاجات السابقة، يختار الطبيب أن يستأصل نفق الناسور ويقوم بترمّيم الأنسجة الشرجية والمهبلية.
• وضع قسطرة في المثانة: إذا كان حجم الناسور صغيراً، فقد يضع الطبيب أنبوباً صغيراً يسمى القسطرة في المثانة لتفريغ البول حتى يتقلص الناسور ويختفي، مما يسمح للجسم بمعالجة نفسه، وقد يستخدم أحياناً غراء خاص مصنوع من البروتينات الطبيعية لإغلاق الناسور.
• فَغر القولون: فغر القولون هو إجراء طبي لتحويل خروج البراز عبر فتحة في البطن بدلاً من المستقيم لفترة محدودة كافية لكي يتقلص الناسور المهبلي ويختفي، مما يسمح للجسم بمعالجة نفسه.

من الممكن أن تلتئم بعض أنواع الناسور المهبلي من تلقاء نفسها من دون الحاجة إلى جرحة، ولكن يجب على المريضة أن تعتمد نمط حياة صحيّ يتمثّل بما يلي:

• الغسل بالماء: استحمي أو اغسلي المنطقة التناسلية الخارجية بلطف باستخدام ماء دافئ في كل مرة تعانين فيها من الإفرازات المهبلية أو خروج البراز.
• تجنبي استخدام المهيِّجات: قد يُسبب الصابون تهيُّج بشرتكِ، ويزيد من جفافها، لذلك استخدمي صابون لطيف غير معطر.
• تجنبي استخدام الفوط الصحية والسدادات القطنية المعطرة.
• كما لا يُنصح باستخدام الدش المهبلي لأنه قد يزيد من احتمال الإصابة بالعَدوى.
• اتركي هذه المنطقة تتعرض للهواء بعد غسلها لتجف أو ربّتي عليها بلطف باستخدام قطعة قماش نظيفة أو منشفة.
• تجنبي فرك المنطقة باستخدام مناديل الحمّام الجافة. يمكن أن تكون المناديل المبلَّلة أو المناشف الرطبة الخالية من الكحول والخالية من العطور أو كرات القطن المبللة بديلاً جيداً.
• ارتدِ الملابس الداخلية القطنية والملابس الفضفاضة، يمكن أن تحد الملابس الضيقة من مرور الهواء وتزيد مشكلات الجلد سوءاً.
• انتبِهي إلى طعامك! تناولي أطعمة غنية بالألياف كجزء من نظامك النظام الغذائي.
• اشربي الكثير من السوائل للوقاية من الإمساك.
• تجنَّبي الأطعمة التي تُسبِّب لك الإسهال.

خلاصة: عندما تلاحظين أنّك لا تستطيعين التحكم بالبول وأن هناك براز يخرج من المهبل فاعلمي أنّك مصابة بالناسور المهبلي، وأن عليكِ زيارة الطبيب لكي يحدّد لكِ إن كان من الممكن علاج الناسور المهبلي من خلال اتباع نمط حياة صحي وأنّكِ بحاجة إلى الجراحة.