كيفيّة التصالح مع الماضي؟ إليكِ 10 نصائح مهمة

تستلقين على سريرك بعد يوم طويل وشاق، وتستعدين للخلود إلى النوم، لكن ما إن تغمض عينيك حتى تبدئي في استرجاع أحداث مؤلمة وذكريات وقعت في الماضي فتشعرين بضيف في التنفس والأرق الذي يمنعكِ من النوم... تفرطين في التفكير في الماضي ما يمنعكِ من القيام بأي شيء آخر... تفضلين الانعزال عن الجميع... كل هذه الحالات تشير إلى أنّك غير متصالحة مع الماضي! للتخلص من ذلك أكملي قراءة المقال حيث سنقدّم لكِ 10 نصائح مهمّة تساعدكِ على التصالح مع الماضي.

يجب أن تنأى بنفسك عن الشخص أو الموقف الذي يسبّب لك الانزعاج، أي بقول آخر إن كان هناك موقف مزعج للغاية حدث في الماضي مع شخص ما ولا تزالين تفكرين به، فعليكِ الابتعاد عن كل شيء يذكركِ بهذا الشخص لكي تساعدي نفسكِ على التصالح مع الماضي. وفقاً لعلم النفس: "إن إنشاء مسافة جسدية أو نفسية بيننا وبين الشخص أو الموقف يمكن أن يساعد في التخلي عنه لسبب بسيط وهو أننا لا نضطر إلى التفكير في الأمر أو معالجته أو تذكّره".

نصائح تساعدكِ على التعامل مع الأصدقاء التوكسيك

كيف يُمكن لممارسة التأمل أن تساعدني على تجاوز الماضي؟ يساعدك التأمل على ضبط انتباهك وتحويله نحو التركيز على اللحظة الراهنة، ذلك أنك في كل مرة تمارسين تمارين التأمل، تكونين مجبرة على التركيز على اللحظة الآنية فقط، فتغادرين الماضي الذي اعتدت على أن توجّه تركيزك إليه وتزورين حاضرك، وفي كل مرة يصبح الخروج من دوامة الماضي والتركيز على اللحظة الراهنة أسهل شيئاً فشيئاً.

قد يكون من المفيد أحياناً أن تُخرجي هذه المشاعر والأفكار حول الماضي من نطاق دواخلك إلى مساحة تشعرين فيها بالراحة بينك وبين صديق تثقين به مثلاً. قد تبدو هذه الخطوة بسيطة وليست ذات تأثير كبير، لكنها في الواقع تساعدك على إدارة مشاعرك وأفكارك تجاه التجارب السابقة بشكل أفضل، وبالتالي التصالح مع الماضي.

إن كانت الأسئلة التالية تراودكِ بشكل كبير فهذا يعني أنكِ لم تتقبلي الماضي بعد:

من المهم جدّاً تقبّل الماضي، ومعرفة أن ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره أبداً. ففي حين أن الشعور بالألم والإحباط تجاه بعض تجارب الماضي هو أمر طبيعي، إلّا أن الرفض المستمر لحقيقة أن ما حدث لا يمكن تغييره، من شأنه أن يزيد من صعوبة التصالح مع الماضي والمضي قدماً.

أحياناً قد تكونين على معرفة بكل خطوات تجاوز الماضي، لكنك بحاجة للمساعدة في اتباعها والاستفادة منها. وهنا قد يُفيدك أن تستشير متخصصاً يرشدك في هذا الخصوص.

نجعل أحياناً ما حدث في الماضي يحدد من نحن عليه اليوم، بل قد نستمد قيمة أنفسنا من خلاله. لكن هذا التصور ليس صحيحاً بالضرورة، إذ إننا ننمو ونتغيّر ونصبح أكثر نضجاً مع مرور الوقت، لهذا لا يمكن أن يكون منصفاً أن نحكم على أنفسنا من خلال ما حدث في الماضي، بل يجب التعلّم منه والمضي قدماً.

كيف تتعاملين مع الزملاء السلبيين في العمل؟

أول ما يجب أن تفكري به هو إعطاء نفسك الوقت الكافي لتتعافي من الصدمة أو لتتجاوز الحدث المؤلم، وقد يكون الزمن هو العامل الحاسم في التغلب على الذكريات السلبي. فمع مرور الوقت تختلف طريقة نظرتنا إلى الذكريات وطريقة تفاعلنا معها، لذلك امنحي نفسك الوقت الكافي للتعافي من الماضي.

يشير الأطباء النفسيون إلى أن التمسك بالألم قد يكون خياراً في كثير من الأحوال، واجترار الماضي واستعادة الذكريات المؤلمة قد يكون خياراً. لذلك يجب أن يكون الخيار هو التخلص من الماضي، ويجب أن يكون القرار هو مواجهة الذكريات السيئة، وهذا القرار يجب أن يكون واعياً، مفهوماً، ومتبوعاً بإجراءات فعلية.

يجب أن تعرفي أن استرجاع الذكريات المؤلمة والعيش في الماضي يرتبط بشكل كبير بحياتك الحالية، فوجود أهداف حقيقية للحياة وإنجازات مهمة، ووجود أشخاص ملهمين، ووجود تطلّعات كبيرة من شأنها أن تجعل الماضي أكثر بعداً وضبابية. لذلك فكري بالوقت الحاضر، فكري بتعديل وتغيير حياتك الحالية، أعيدي النظر بالأشخاص المحيطين بك ولا تترددي بإنهاء علاقاتك السامة مع الأصدقاء وإنشاء علاقات جديدة، وتذكري أن الحاضر بوابة المستقبل الوحيدة.

التسامح من المبادئ الرئيسية بمسيرة التخلص من الماضي والذكريات المؤلمة. التسامح لا يعني أن تنسَيْ الإساءة أو الأذى، وإنما أن تنظري إلى نفسك وإلى الآخرين بطريقة مختلفة، حاولي أن تسامحي نفسك والآخرين لتتمكّني من السيطرة على ذكريات الماضي.