مصدر الصورة: iStock
عندما نفكر في الحصول على الراحة، أوّل ما يخطر في بالنا هو النوم. ولكن، هناك طريقة أخرى للحصول على الراحة، أينما كنتِ وساعة ما تشائين، تعرف باسم تقنية الراحة العميقة بدون نوم أو NSDR. اسمها غريب بعض الشيء، فكيف يمكن الحصول على الراحة من دون نوم؟ لكي تتوّضح الصورة أكثر في ذهنكِ، أكملي قراءة المقال حيث سوف نعرّفكِ على ما هي تقنية الراحة العميقة بدون نوم، كيف ومتى يمكنكِ ممارستها، وهل فعلاً يمكنها أن تساعدكِ على الشعور بالراحة.
ما هي تقنية الراحة العميقة بدون نوم؟
تقنية الراحة العميقة بدون نوم والتي تعرف باسم Non-Sleep Deep Rest أو NSDR للاختصار، هي تقنية تسمح للجسم بالحصول على راحة عميقة من خلال التنفس، ومن دون الحاجة إلى النوم. تم تطوير هذا المفهوم من قبل الدكتور أندرو هوبرمان، عالم أعصاب وأستاذ في كلية الطب بجامعة ستانفورد. تجمع هذه التقنية بين التأمل والتنفس اليقظ لجعل الجسم يرتاح وهو في حالة واعية.
قلة النوم تسبب الأنانية، والدراسات توضّح كيف
كيفية ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم
ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم أمر سهل للغاية، ويمكن للمبتدئين تعلّمه بشكل سريع. إليكِ فيما يلي طريقة ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم NSDR.
- الاستلقاء أو الجلوس لمدّة 10 دقائق على الأقل. (يمكنكِ تمديد المدّة إلى 30 أو 40 أو 60 دقيقة إن كان الجسم متعب للغاية، ولكنّ الدكتور أندرو هوبرمان يؤكّد أنّ 10 دقائق كافية للاسترخاء شرط التركيز الكامل)
- إغلاق العيون طوال مدّة الاستلقاء من دون فتحها أبداً أو الرد على أي مكالمة هاتفيّة.
- التنفس العميق طوال مدّة الاستلقاء من دون التفكير بأي شيء آخر.
إن كانت هذه هي المرّة الأولى التي تسمعين فيها عن تقنية الراحة العميقة بدون نوم، فننصحكِ بممارستها لمدّة 10 دقائق من خلال الاستماع إلى الإرشادات الذي يوجهها الدكتور أندرو هوبرمان في هذا الفيديو:
متى يمكنكِ ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم؟
أصبحت تعلمين الآن أن تقنية الراحة العميقة بدون نوم هي طريقة لجعل الجسم يرتاح عندما يكون هناك الكثير من التوتر والقلق، وعليكِ أن تعلمي أنّ هذه التقنية ليست بديل عن النوم أبداً، بل إنّها طريقة لجعل الجسم يرتاح. يمكنكِ ممارسة تقنية الراحة بدون نوم بالطريقة التي ذكرناها سابقاً في الحالات التاليّة:
- إن كنتِ في الجامعة، ولديكِ الكثير من الحصص الدراسيّة، فيمكنكِ الذهاب إلى المنزل إن كان قريب، أو إلى السيارة لممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم، وجعل الجسم يسترخي ويستعيد طاقته.
- في حال كان لديكِ الكثير من الامتحانات في الجامعة، أو ربما في العمل ولا تملكين الكثير من الوقت، فأنتِ بالطبع سوف تدرسين لساعات طويلة أو تعملين مما يدفعكِ إلى تقليص ساعات النوم. من هنا، الجئي إلى ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم لمدّة 10 دقائق للحصول على طاقة تساعدكِ في التركيز على الدراسة أو العمل.
- إن كان لديكِ يوم عمل طويل جدّاً يتخطّى العشر ساعات مثلاً، فيمكنكِ اختيار ساعة في منتصف اليوم لممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم، وجعل الجسم يسترخي، الأمر الذي سوف يعطيكِ دفعة من الطاقة لاستكمال يومكِ بنشاط.
- في حال كنت مسافرة، ولديك الكثير من وقت الانتظار بين المطارات، ومسافات طويلة لقطعها، فيمكنكِ ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم لمدّة 10 دقائق من أجل استعادة طاقة الجسم والمضي في رحلتكِ.
- إن كنتِ محترفة رياضة، ولديك مسابقة صعبة لإنجازها كالماراثون مثلاً، فيمكنكِ أخذ قسط من الراحة خلال التدريبات الصعبة من خلال ممارسة تقنية الراحة العميقة بدون نوم.
- ربما تريدين الذهاب إلى مكان بعيد يتطلب منك قيادة السيارة لساعات طويلة جدّاً، هذا الأمر يرهق الجسم بالفعل، ولكن ماذا تفعلين إن لم تجدي مكان للنوم؟ الأمر بسيط أوقفي السيارة في مكان آمن ومارسي تقنية NSDR لمدّة 10 دقائق على الأقلّ واستعيدي طاقتكِ.
القراءة قبل النوم تجعلكِ تتّبعين نظام غذائي صحي
هل تساعد تقنية الراحة العميقة بدون نوم على الاسترخاء فعلاً؟
ربما تتساءلين الآن إن كانت 10 دقائق من الاستلقاء والتنفس العميق تساعد الجسم فعلاً على الراحة! يؤكد الدكتور أندرو هوبرمان أن تقنية الراحة العميقة بدون نوم تساعد فعلاً على الاسترخاء ففي الواقع، التنفس العميق لمدّة 10 دقائق تقريباً، وأنت مستلقية من دون التفكير في أي شيء آخر يساعد في إبطاء معدل ضربات القلب، وبالتالي التخلص من التوتر، والتحكم في الإدراك، أي التحكم في الأحاسيس التي نركز عليها، ومن خلال القيام بذلك، يمكننا تحويل حالة دماغنا من التفكير العميق، أو الإجهاد، أو التخطيط، إلى إحساس نقي واسترخاء عميق. من هنا، يمكن القول أن تقنية NSDR تساعد فعلاً على الشعور بالراحة.
ما هي فوائد تقنية الراحة العميقة بدون نوم؟
لا تساعد تقنية الراحة العميقة بدون النوم على الاسترخاء فحسب، بل لديها العديد من الفوائد الأخرى. إليكِ فيما يلي فوائد ممارسة NSDR بحسب الدكتور أندرو هوبرمان مؤلف هذه التقنية.
- تعزيز التعلم والذاكرة: تساعد ممارسة NSDR على تعزيز قدرة الدماغ على إنشاء روابط جديدة بين الخلايا العصبية والتي بدورها تساعد على رفع قدرة الدماغ على التعلّم، والحفظ مما يحسّن الذاكرة أيضاً.
- تحسين المزاج: يمكن لـ NSDR رفع مستويات الدوبامين الذي يؤثر على المشاعر، والحركة، والإحساس بالسعادة، وتنظيم المزاج والسلوك والإدراك، ويساعد على اتخاذ القرارات والإبداع. من هنا يمكن القول أن 10 دقائق من الاتسلقاء والتنفس العميق يمكنها أن تحسّن المزاج فعلاً.
- رفع جودة النوم: تنشط تقنية NSDR الجهاز العصبي السمبتاوي المسؤول عن الراحة والنوم. هذا يعني أنّ ممارسة NSDR خلال النهار، سوف يساعد على الحصول على نوم أفضل في الليل والاستمرار في النوم.
- زيادة الإبداع: وجدة دراسة أن تقنية NSDR تساعد على تنشيط موجات الدماغ ثيتا التي ترتبط بالإبداع. من هنا، يمكن القول أن ممارسة تقنية الراحة العميقة من دون نوم يساعد على زيادة الإبداع.
- تحسين الأداء الرياضي: تساعد تقنية NSDR على منح الجسم دفعة من الطاقة التي يحتاجها من أجل ممارسة الرياضة وبالتالي تحسين الأداء الرياضي من فوائد تقنية الراحة العميقة بدون نوم.
- رفع نسبة التركيز: نعلم جميعنا أنّ التعب هو أكبر عائق أمام الدماغ للتركيز، لذلك إن كان جسمنا متعب بسبب ظروف معينة، فسوف يكون من الصعب جدّاً علينا التركيز. من هنا، يمكن القول أن تقنية NSDR تساعد الجسم على الاسترخاء، وبالتالي ترفع من نسبة التركيز.
- تحسين الانتاجيّة: كما ذكرنا أعلاه، يمكن أن تساعدك تقنية NSDR على تحسني التركيز، والذي بدوره يساعد في رفع مستويات الإنتاجية لدينا.
