هل سبق وشعرتِ بالتعب عند الاستيقاظ، رغم أنكِ نمتِ لفترة طويلة؟ من الممكن أن يكون الأمر ليس مجرّد رغبة في المزيد من النوم، بل أنكِ تعانين من "كثرة النوم". فإذا كنتِ تنامين لأكثر من 10 ساعات متتالية بشكل متكرّر، قد يكون هناك أسباب صحيّة خفيّة وراء ذلك. ليس فقط قلّة النوم تضرّ جسمكِ، بل النوم الزائد أيضاً يمكن أن يحمل مخاطر صحيّة سنعرّفكِ على أسبابها، أعراضها، وكيفيّة معالجتها. تابعي قراءة هذا المقال لمعرفة المزيد.
قائمة المحتويات
- ما هي كثرة النوم؟
- ما هي أسباب كثرة النوم؟
- ما هي اعراض كثرة النوم؟
- ما هي مخاطر كثرة النوم؟
- كيف يتم تشخيص كثرة النوم؟
- ما هو العلاج الطبيعي لكثرة النوم؟
- ما هو العلاج الطبي لكثرة النوم؟
1- ما هي كثرة النوم؟
النوم الزائد، المعروف أيضاً بفرط النوم أو Hypersomnia، هو حالة تتمثّل في النوم لفترات طويلة تتجاوز عادة 10 ساعات خلال 24 ساعة بشكل منتظم. علماً أن ساعات النوم الموصى بها للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 سنة، هي من 7 إلى 9 ساعات. إذا نمتِ لأكثرمن 10 ساعات خلال نهاية الأسبوع، فمن الممكن أن يكون ذلك فقط بسبب التعب الزائد خلال الأسبوع. أما إذا استمرّيتي على هذه الوتيرة لأيام عدّة، فهنا يمكن أن تكوني قد تعانين من النوم الزائد. من هنا، حالة فرط النوم قد تكون عرضة لمشكلات صحيّة أساسيّة مثل الاكتئاب، اضطرابات النوم، أمراض الجهاز العصبي، السكري، أمراض القلب، وزيادة خطر الوفاة.
2- ما هي أسباب كثرة النوم؟
قد تتفاوت أسباب النوم الزائد وتشمل عدة عوامل محتملة منها:
- اضطرابات النوم: مثل الأرق، أو النوم القهري Narcolepsy وهو اضطراب عصبي ينشأ عندما يصاب الدماغ بخلل يمنعه من التحكم بدورة النوم واليقظة. كما أن اضطرابات التنفس ليلاً، تؤدي أيضاً إلى كثرة النوم كنتيجة لمحاولة تعويض فترات النوم المفقودة.
- الاكتئاب والقلق: يمكن أن يسبّب القلق الشديد أو الاكتئاب، النوم الزائد كوسيلة للهروب من المشاعر السلبيّة.
- الأمراض الجسديّة: مثل اضطرابات الغدة الدرقية، نقص فيتامين د أو ب في الجسم، فقر الدم ونقص الحديد، أو مشاكل الصحّة الأخرى التي تؤثر على النوم.
- الأدوية: بعض الأدوية مثل المهدّئات أو مضادّات الاكتئاب قد تسبّب النعاس الزائد كأثر جانبي.
- نمط الحياة والعادات الصحية: قلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، أو تناول الطعام بشكل غير صحّي، مثل الوجبات الغذائية عالية السكر والكربوهيدرات. كل ذلك يمكن أن يؤثّر على النوم ويسبّب النعاس الزائد خلال النهار.
3- ما هي اعراض كثرة النوم؟
تختلف اعراض النوم الزائد في شّدتها بحسب السبب الأساسي لذلك. لكنها غالباً ما تظهر على شكل:
- النعاس المفرط: من الممكن أن تواجهي شعور مسنمرّ بالتعب والنعاس الشديد، حتى بعد فترات طويلة من النوم.
- صعوبة الاستيقاظ: ستلاحظين صعوبة في الاستيقاظ صباحاً أو ستطفئين المنبّه وتعودي إلى النوم مجدداً.
- صعوبة التركيز: ستعانين من صعوبة في التركيز على المهام، بالإضاقة إلى قلّة اليقظة، والضبابيّة العقليّة.
- مشاكل الذاكرة: ستمرّين في صعوبات في استرجاع المعلومات أو المعاناة من النسيان المتكرّر.
- زيادة الشهيّة: يمكن أن تؤثر اضطرابات نمط النوم على التوازن الهرموني والأيضي، مما يزيد من الرغبة في تناول الطعام.
- الصداع: من الممكن أن تعاني من الصداع أو الألم الجسدي عند الاستيقاظ، والذي قد يكون ناتجاً عن تغيّرات في نمط النوم.
- القلق والاكتئاب: قد يرتبط النوم الزائد في بعض الأحيان بالقلق، تغيّر المزاج والاكتئاب، أو زيادتهم.
4- ما هي مخاطر كثرة النوم؟
ترتبط مضاعفات النوم الزائد على ما إذا كان قصير المدى أو مزمناً، بالإضافة إلى السبب الكامن وراءه. قد يؤدي النوم الزائد بسبب الحرمان من النوم لفترات قصيرة إلى القلق المؤقت والضبابية وانخفاض الطاقة. مع ذلك، فإن النوم الزائد بانتظام قد يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحيّة، بما في ذلك:
- البدانة
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- سكتة دماغية
- مرض القلب التاجي
- مرض السكري
- ألم في الظهر
- الصداع
5- كيف يتم تشخيص كثرة النوم؟
سيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات بالإضافة إلى طرح أسئلة عليكِ حول عادات النوم، نمط الحياة والعادات الغذائية والأدوية التي تتناولينها. بعد ذلك، ستجرين اختبارات تشمل:
- تخطيط النوم: هو اختبار يتم في مختبر النوم يقيس ويحلّل نشاط الدماغ وحركات العين والتنفس ومستويات الأكسجين في الدم خلال النوم.
- اختبارات زمن النوم المتعدّدة: هي سلسلة من القيلولات النهارية تحت إشراف طبي، تُستخدم لتقييم مدى نعاسكِ خلال اليوم وكفاءة نومك الليلي.
- اختبار النوم المنزلي لانقطاع التنفس أثناء النوم: هو اختبار يتم في المنزل يستخدم أجهزة لقياس التنفس ومستويات الأكسجين أثناء النوم لتشخيص اضطرابات التنفّس مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي.
6- ما هو العلاج الطبيعي لكثرة النوم؟
يعتمد علاج النوم الزائد على السبب الكامن وراءه. إذا كانت هناك مشكلة صحيّة أساسيّة تسبّب لكِ النوم الزائد، فإن علاج المشكلة قد يساعدكِ على البدء في النوم بشكل طبيعي. قد تتضمّن خطّة العلاج الخاصة بكِ مجموعة من التغييرات في نمط الحياة والعلاجات المنزليّة والأدوية. قد تشمل بعض العلاجات الطبيعية لتحسين نومكِ ما يلي:
- الحفاظ على جدول نوم ثابت: الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة يومياً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، يساعد على تنظيم ساعة الجسم البيولوجيّة ويحسّن جودة النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل خلال اليوم: القيام بنشاط بدني مثل المشي أو الكارديو يومياً لمدّة نصف ساعة، يمكن أن يساعد في تحسين نوعيّة النوم وتقليل الأرق.
- ممارسة أنشطة الاسترخاء قبل النوم: يمكن أن تؤدي ممارسة أنشطة الاسترخاء إلى تهدئة جسدكِ وعقلكِ ومساعدتهما على الاستعداد للراحة مثل القراءة الاستحمام بماء دافىء، التأمل، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل ساعة من النوم: تجنّب استخدام الهواتف الذكيّة لمدة ساعة على الأقل قبل النوم، لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يمكن أن يعطّل إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.
- تجنّب الكافيين والطعام قبل النوم: من المفضّل عدم شرب الكافيين قبل 4 إلى 6 ساعات من النوم، وتجنّب الوجبات الثقيلة قبل ساعتين، لأن هذه المواد قد تسبّب اضطرابات في النوم وتؤثّر على جودته.
- شرب كميّة كافية من الماء: يجب الحرص على شرب كمية مناسبة من الماء يومياً حيث ينصح بتناول 8 أكواب من الماء للوقاية من الإصابة بالجفاف الذي يسبب الخمول.
7- ما هو العلاج الطبي لكثرة النوم؟
قد تساعد بعض العلاجات الطبيّة والأدوية مشكلة فرط النوم، ولكن بعد معرفة السبب الرئيسي لذلك. إذ من الممكن أن يصف الطبيب أدوية منبّهة خلال النهار للحفاظ على اليقظة والقدرة على النوم مساءً. أما إذا كان سبب المشكلة هو توقّف التنفّس أثناء النوم، قد يصف الطبيب علاجاً يُعرف باسم الضغط الهوائي الإيجابي المستمرّ (CPAP) لاستخدامه عند النوم.