جميعنا ندرك أن ممارسة الرياضة بانتظام مفيدة لسلامة الجسم وصحة القلب، وزيادة تقدير الذات وتقليل التأثير السلبي المرتبط بالاكتئاب والقلق. إلّا أن هذا لا يعني المبالغة في أدائها لدرجة قد تضر بسلامتنا البدنية والعقلية. فهناك فرق بين ممارسة الرياضيين المحترفين للتمرينات المكثفة استعداداً للبطولات الرياضية، وبين الهوَس بالتمارين المفرطة الذي قد يؤثر على الصحة سلباً.
قائمة المحتويات
ما هو الهوس بالرياضة؟
اختلفت التعريفات الخاصة بإدمان ممارسة الرياضة، وعلى الرغم من عدم الاعتراف به بعد بشكل رسمي كاضطراب نفسي، إلا أنه شديد الصلة باضطرابات الطعام، حتى إن بعض الباحثين لا يفصل إدمان الرياضة عن اضطرابات الأكل؛ لذلك يمكن تعريف إدمان ممارسة الرياضة بأنه الهوس غير الصحي باللياقة البدنية، والإسراف في ممارسة التمرينات الرياضية.
ما هي فوائد ممارسة الرياضة حافية القدمين؟
أسباب الهوس بالرياضة
إضطرابات الأكل
قد يؤدي اضطراب الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، إلى هوس غير صحيّ بالتمارين الرياضية.
إضطرابات صورة الجسم
اضطراب تشوه الجسم، أو اضطراب صورة الجسد، قد يسبب أيضاً إدمان ممارسة الرياضة.
البحث عن شعور الفرح والمكافئة
التمرين يطلق الإندورفين والدوبامين، وهي نفس الناقلات العصبية التي يتمّ إطلاقها أثناء تعاطي المخدرات. يشعر مهووس أو مدمن التمرين بالمكافأة والفرح عند ممارسة الرياضة، وعندما يتوقفون عن ممارسة الرياضة، تختفي الناقلات العصبية. لذلك يجب عليه ممارسة المزيد من التمارين لتحفيز إطلاق المادة الكيميائية.
اعراض الهوس بالرياضة
تعديل الخطط اليومية لتتناسب مع مواعيد التمرينات
إذا بدأت الرياضة بالتأثير في العلاقة بالأهل وال أصدقاء وإلغاء اللقاءات بينهم بهدف الذهاب إلى النادي، فقد يُشير ذلك إلى أمر غير صحي. ليس المطلوب هنا التخلي عن ممارسة التمارين الرياضية للخروج مع الأصدقاء، إنما معرفة أصول تنظيم الوقت بشكل يسمح بالتوفيق بين الحياة الإجتماعية وسائر الأعمال الأخرى.
تجاهل الإصابات ومواصلة التدريب
قد يسعى مهووسو الرياضة بالتوجّه إلى النادي على رغم التعرّض لإصابة أو الشعور بالتعب أو الإصابة بمرض معين، فهم لا يحصلون على قسط من الراحة عندما يحتاجون إليه، إنما يستمرّون في نشاطهم المُعتاد وبالتالي يتعرّضون لإصابة أكبر، واحتمال الشعور بالإرهاق، أو الكآبة، أو فقدان الوزن الشديد. فالنهج الصحّي لممارسة الرياضة يشمل إعطاء الجسم قسط من الراحة، عندما تكون العضلات المُلتهبة بحاجة إلى راحة أو أقلّه الحرص على خفض حدّة التمارين.
اللجوء إلى الرياضة لتفادي مشكلات جدّية
من المعروف أنّ التمارين الرياضية تساعد على تهدئة التوتر والإبتعاد عن التفكير والهروب من مسشاكل الحياة. فعندما يمرّ الشخص في حالة كآبة أو عصبية أو توتر دائك، يصبح النشاط البدني هوساً، بدلاً من مواجهة المسألة الأساسية أو البحث عن حلول. في هذه الحالة، يتمّ الاعتماد على الرياضة للإنفصال عن العالم الخارجي وضمان الشعور بحال أفضل.
المبالغة في تحليل كل شيء
بعض الأسخاص المهووسين بالرياضة يصبحون مُدمنين على حرق عدد معيّن من السعرات الحرارية أو بلوغ رقم معيّن على الميزان. فالشعور بالاندفاع نحو هذه الأرقام يدلّ على أنّ العادة البدنية أضحت غير صحّية.
تمضية الكثير من الوقت في النادي
إن المكوث في صالة التمرين لفترات طويلة، أمرٌ غير صحي، إذ يمكن لمدمن الرياضة مواصلة التمرين لأكثر من 5 ساعات يومياً، أو الذهاب إلى صالة التمرينات عدة مرات في اليوم.
التوقف عن الاستمتاع بالنشاط
عند المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية، يصبح الأمر غير ممتع. فالأشخاص المدمنين على الرياضة، يتشوّقون لممارستها حتى إذا لم يشعروا برغبة في التوجّه إلى النادي.
مخاطر ممارسة الرياضة بشكل هوسي
بالنسبة للرجال، إن تضخم الشرايين الناتج عن التمارين عالية الشدة يضاعف الضغط على القلب والأوعية الدموية، ويزيد من سماكتهما ويمزق أنسجة العضلات. أما بالنسبة للنساء فيكون الأمر أكثر خطورة عندما يربطن الإفراط في التمرينات بالرغبة في فقدان مزيد من السعرات الحرارية. في الوقت الذي يكفي المرأة ممارسة النشاط البدني باعتدال ولو لمرة واحدة أسبوعياً، لتلافي خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. أما المبالغة في التدرب فلن تجلب المزيد من الفوائد، بل ربما تتسبب في تأخر الدورة الشهرية وهشاشة العظام واضطرابات الشهية.
نصائح لممارسة الرياضة بشكل صحي
- عدم الإكثار من زيارة صالة الألعاب الرياضية، وتقليل وقت ومقدار التمرين اليومي.
- أخذ استراحة من التمارين الرياضية طوال الأسبوع، للسماح للجسم ببعض الوقت للراحة والتعافي.
- الإستعانة بأخصائيين للتدريب والتغذية لضبط التمرين والغذاء اليومي، بما يتناسب مع السن والحالة الصحية، لتفادي أي مشكلات بدنية أونفسية.
- طلب المساعدة المهنية من خلال طبيب مختص أو خبير الصحة النفسية المتخصص في إدمان التمارين أو علم النفس الرياضي.
- تحويل التمارين الرياضية إلى حرية ومتعة بدلاً من العقاب والانخراط في أنشطة مثل اليوغا والمشي والسباحة.