مما لا شك فيه أن الإيجابية والتفاؤل عاملان أساسيان للاستمرار في الحياة والنجاح والتقدم. ومن دون التفكير الإيجابي قد تقعين في فخ التعب النفسي واليأس بمجرد التفكير بالمشاكل اليومية وكل ما يجري حوليك في العالم. لكن هل سمعت من قبل بالإيجابية السلبية أو الإيجابية السامة؟ فالإيجابية السلبية هي الاعتقاد، بغض النظر عن صعوبة أو شدة الموقف الذي تمرين به، تعتقدين أنه يجب عليك الحفاظ على تفكيى إيجابية ورفض المشاعر السلبية. وهذا ما يُعرف في الحياة بنهج "المشاعر الإيجابية فقط". لكن لا تنسي أن الحياة ليست دائماً إيجابية وسليمة، فقد نمر جميعنا بمشاعر وتجارب مؤلمة وهذه المشاعر مهمة أيضاً ويجب التعامل معها بشكل صحيح وفعال، وعدم رفضها أو نكرانها أو دفنها خلف قناع التفاؤل والإيجابية. فإن هذه الحالة ستصبح نوعاً من التمثيل على ذاتنا.
قائمة المحتويات
ما هي أشكال الإيجابية السلبية؟
يمكن أن تظهر الإيجابية السامة بأشكال عديدة وممكن أن تكوني قد واجهت واحدة منها على الأقل في حياتك، كالحالات التالية:
- عندما تمرين بظروف صعبة، كفقدان وظيفتك، ستسمعين الأشخاص المحيطين بك يقولون، "انظري إلى الجانب الإيجابي"، في الوقت الذي لا تجدين فيه واوية إيجابية من فقدان عملك، وممكن أن تسنعي عبارة "اشعري بالامتنان وتذكري أن هناك أشخاصاً يعيشون بلا مأوى"... هذه العبارات ستجبرك على كبت ما قد ترغبين بقوله وستتوقفين عن تلتعبير عما تواجهينه وتشعرين به.
- بسبب أقوال الناس، قد تعتقدين أن "السعادة اختيار"، في الوقت الذي تشعرين فيه بالحزن أو الإحباط أو خيبة الأمل.. ففي هذه الأوقات العصيبة، أنت بخاجة لتفريغ الأفكار السلبية وليس كبتها، وبالتالي ستخمّلك الإيحابية السامة التي يدعوك الناس لها، مسؤولية مشاعرك السلبية، لأنك برأيهم لم تختاري أن تكوني سعيدة.
أضرار الإيجابية السلبية
رفض وإنكار المشاعر السلبية في حياتنا دائماً، قد يتسبب في العديد من الأضرار:
- حرمان نفسك من الدعم الحقيقي التي تكونين بحاجة له، وإذا لاحظت عدم تعاطف الناس معك، ستترديين في المرة القادمة من مشاركة مشاعرك الإنسانية والحقيقية مع محيطك بسبب رفضهم وتجاهلهم.
- الإيجابية السلبية ستجعلك تشعرين بالخزي من المشاكل التي تعانين منها، وكأنك لا لديك الحق في أن تشعري ببعض المشاعر السلبية، وكأن يتعين عليك إبدالها بأفكار إيجابية طوال الوقت.
- غض النظر عن مشاعرك السلبية، سيؤدي إلى تفاقم الألم،ب سبب إخفاء مشاعرك دالتي ستؤدي بدورها إلى تفاقم الضغوط النفسية، وفاذا اعتبرنا أنك تعانيين من ألم جسدي مزمن، وتجاهلته، فسيزداد سوءاً مع مرور الوقت من دون علاج، والأمر نفسه ينطبق على صحتنا النفسية.
- الإيجابية السامة تمنع صاحبها من النضج والنمو، واكتساب الخبرات عبر المواقف الصعبة التي يمر بها.
كيف يمكن تجنب الإيجابية السلبية؟
إذا كنت من الأشخاص الذين يتخذون نهج الإيجابية السامة في حياتهم، أو يعانون منها، فيمكن القيام ببعض الخطوات لتصحيح هذا التفكير، كالأمور التالية:
- اسمحي لنفسك بأن تشعري ببعض المشاعر السلبية، من دون إنكارها أو تمويهها بالإيجابية، لكن من دون تركها تسيطر على حياتك.
- كوني واقعية وحاولي استيعاب ما تشعرين به، فعندما تواجهين موقفاً عصيباً، من الطبيعي أن تشعري بالتوتر أو القلق أو الخوف... ولا تتوقعي غير ذلك من نفسك، حتى لا تصابي بالخذلان أو تلقي اللوم على نفسك بسبب مشاعرك.
- اعلمي أنه لا بأس أن تمرّي بأكثر من شعور في الوقت نفسه، إذ يمكن أن تدركي المعنى والمغزى وراء الأزمة التي تمر بها. وفي الوقت نفسه، لا تزالي تشعرين بالحزن أو التوتر.
- ركزي على الاستماع والتعاطف، عندما يخبرك شخص عن مشاعره ومشاكله وأظهري له الدعم بقدر ما تستطيعين، وأخبريه أن ما يشعر به هو أمر طبيعي، ولا تحاولي إسكاته أو تجمّلي مأساته بعبارات مبهجة.
- عنما تتعرضين أنت للإيجابية السلبية من قبل شخص آخر، عبّري عن احتياجاتك بشكل واضح وصريح، وأعيدي التأكيد على نيتك للمحادثة، وبيّني للشخس الآخر أنك بحاجة إلى التعاطف بدلاً من النصيحة.