قائمة المحتويات
إن الهلع ليس مجرد شعور بالخوف أو بالتوتر عند التواجد في بعض المواقف مثل التعرض لحادث سير، أو إجراء امتحانات في الجامعة، أو الذهاب إلى مقابلة عمل، بل إنه أحد أنواع الاضطرابات النفسية التي تجعل الإنسان غير قادر على التحكّم بمشاعر الخوف وتخطيها. ما هي نوبة الهلع؟ وما هي المؤشرات التي تجعلكِ تعلمين أن شخص ما يمرّ بنوية هلع؟ وهل بإمكانكِ المساعدة؟ إليكِ كافة التفاصيل في هذا المقال.
ما هي نوبات الهلع؟
يتعرض الأشخاص المصابون باضطراب الهلع بنوبات من الهلع المفاجئة التي تحفّز ردود أفعال جسديّة شديدة مثل خفقان القلب، التعرق، الغضب، الارتباك. عند حدوث نوبات الهلع، قد يعتقد الشخص أنه يصاب بنوبة قلبية، وقد يفقد السيطرة على أعصابه مما يجعل نوبات الهلع مخيفة للغاية للشخص المريض كما للأشخاص المحيطين به. لا تشكل نوبات الهلع تهديداً للحياة، إلا إنها قد تكون مخيفة ومؤثرة في جودة ونوعية حياة الشخص المصاب. في الحالات الطبيعية، يصاب الكثير من الناس بنوبة هلع مرة أو مرتين فقط طوال حياتهم، وتزول المشكلة عادةً عند انتهاء الموقف العصيب. لكن إذا كانت نوبات الهلع متكررة وغير متوقعة، وقد قضى الشخص فترات زمنية طويلة في خوف مستمر من الإصابة بنوبة أخرى، فهذا يعني أنه مصاب باضطراب الهلع. وتكون النساء عادةً أكثر عرضة للإصابة بالهلع مقارنة مع الرجال.
كيف تعلمين أن أحد ما يمر بنوبة هلع؟
تبدأ نوبات الهلع بشكل مفاجئ من دون سابق إنذار. يمكن أن يتعرّض شخص ما إلى نوبة هلع خلال تواجده في مركز تسوق، أو في منتصف اجتماع عمل، أو أثناء قيادة السيارة، أو خلال الليل مثلاً. عندما يصاب شخص ما بنوبة هلع ستظهر عليه مجموعة من العوارض الجسدية. من هنا، إذا لاحظتِ وجود العوارض التالي على أحد الأشخاص، فتأكّدي أنه يمرّ بنوبة هلع:
- الشعور بالخطر أو الموت الوشيك: يمكنكِ أن تفهي ذلك من خلال طريقة الكلام، فمثلاً إن كنتِ في المصعد وسمعتِ أحد الأشخاص يقول بشكل متوتر أن المصعد سيتوقف وسنموت في داخله فاعلمي أنه يمر بنوبة من الهلع.
- ارتفاع معدل ضربات القلب: في حال كان الشخص يتعرق، ويتنفس بسرعة فهذا يدل على أن ضربات القلب لديه سريعة جدّاً وأنه يمر بنوبة من الهلع.
- رجفان أو اهتزاز: هذا العارض واضح جدّاً إذ ستلاحظين أن جسم الشخص الموجود أمامكِ يهتز ويرجف.
- ضيق في التنفس: في حال قال الشخص الموجود أمامكِ إنه لا يستطيع التنفس فهذا قد يدل على احتمال تعرّضه لنوبة هلع.
- ألم في الصدر: يظهر هذا الألم بسبب عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
- الهبات الساخنة: في حال قال أحدهم أنه يشعر بالشوب في حين أن الطقس بارد، أو هو موجود في مكان مبرّد فاعلمي أنه يمر بنوبة من الهلع.
- الغثيان: قد يقول لكِ الشخص الذي يمر بنوبة هلع أنه يشعر وكأنه سيتقيأ.
- التشنج في البطن: في حال قال لكِ أحدهم أنه يشعر بوجع في البطن بسبب الخوف فاعلمي أنه يمر بنوبة هلع.
- صداع في الرأس: قد يشعر الشخص بالدوخة أو الدوار أو الإغماء وهذه أيضاً من علامات التعرض لنوبة هلع.
خلاصة: في أغلب الأوقات يمكنكِ أن تفهي أن الشخص الموجود بجانبكِ يمرّ بنوبة من الهلع من خلال تعرّضه لواحدة أو أكثر من العوارض الجسدية التي ذكرناها سابقاً.
ماذا يجب أن تفعلي عندما يمرّ أحدهم بنوبة هلع؟
- حافظي على هدؤكِ: لا تدعي الموقف يسيطر عليكِ ويجعلكِ تتوترين، إذ يمكن أن يساعد سلوكك الهادئ الشخص الآخر على معرفة أن كل شيء على ما يرام.
- ابقي إلى جانب الشخص: تخفّ معظم نوبات الهلع في غضون 20 إلى 30 دقيقة، لذا من المهم أن تبقَيْ إلى جانبه خلال هذه المدة.
- شجّعي الشخص على التنفس ببطء وعمق: يساعد التنفس الصحيح على دخول الأوكسيجين بشكل جيّد إلى القلب والعقل وبالتالي الشعور بالراحة.
- اطرحي عليه السؤال التالي: "كيف يمكنني المساعدة؟"، في الواقع عندما يشعر الشخص أن هناك أحد ما إلى جانبه ومستعدّ للمساعدة فهو سيشعر بالمزيد من الراحة.
- شجّعي الشخص على القيام بما يحبه لتخطي نوبات الهلع كالرقص، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو الصلاة، والمشي في الطبيعة.
ما الذي يجب تجنّب فعله عندما يمرّ أحدهم بنوبة هلع؟
- لا تحاولي الاستخفاف بالموقف: حتى لو كان سبب الخوف بالنسبة لك غير منطقيّ، إلا أنه حقيقي بالنسبة للشخص الآخر لذلك لا تحاولي الاستخفاف بالموقف كي لا تجعليه يشعر بالمزيد من الانزعاج.
- لا تنتقدي الشخص المصاب: لا تقولي له عبرات مثل "أنت تتوهّم" أو "أنت جبان" كي لا يشعر بالمزيد من الضغط النفسي.
- لا تشجعيه على الهروب من بعض المواقف: إذا كنتِ تعرفين الأسباب التي تجعل الشخص يخاف فلا تشجعيه على تجنب هذه المواقف لأن الهروب ليس الحلّ، بل شجعيه على طلب المساعدة من الاختصاصيين.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب